دعا لسن قوانين رادعة لكل صور العنصرية
دعا عضو مجلس الشورى الدكتور حاتم الشريف إلى ضرورة سن قوانين رادعة لكل صور العنصرية، والمعاقبة عليها، بما يمنع من تفشيها كظاهرة.
وقال في معرض تعليقه على قضية العصبيات التي نشرت في «عكـاظ» الجمعة الماضية «إن كل وجوه العنصرية مرفوضة شرعا وممقوتة فطرة، فلا الإقليمية ولا القبلية ولا أي تصنيف آخر يقوم على العرق أو اللون أو اللغة أو البلد مقبولة».
ورأى الشريف أن كل من وجد أن لديه أحكاما سابقة على الأشخاص بناء على صورة نمطية عن منطقته أو قبيلته أو أصله فهو أيضا مصاب بمرض العنصرية، ولا بد أن يطلب الشفاء منه، إن أراد أن يكون شخصا سويا.
وأبان الشريف أن هناك وسائل كثيرة لمحاربة العنصرية بكل صورها تحتاج أمورا عديدة، منها ما يتعلق بالمجتمع، ومنها ما يتعلق بالأشخاص، مشيرا إلى أن بعض البلاد العربية والإسلامية لا تنجو كثير منها من أخطاء في هذا الجانب، قد لا تبلغ درجة إعلانها والتصريح بها، لكنها كثير ما تكون مستبطنة في السياسات غير المعلنة، مبينا أنه عندما تكون الفرص الوظيفية غير متكافئة باختلاف القبيلة أو المنطقة أو غير ذلك، أو المشاريع التنموية تختلف باختلاف المناطق، ورؤوس الأموال الاستثمارية تتركز بناء على حدود عنصرية فهذه مؤشرات لوجود العنصرية، وسيكون التصحيح يجب أن يبدأ من هنا، من العدالة والمساواة في توزيع الفرص الوظيفية والمشاريع التنموية ورؤوس الأموال الاستثمارية.
وشدد عضو مجلس الشورى على أنه عندما تشيع في المجتمع معاني العنصرية يجب أن تتعاون عدة مؤثرات في محاربتها، فالدين يأتي في رأس المؤثرات، خاصة ديننا الإسلامي الذي قرر الكرامة الإنسانية والتساوي بين البشر، مبينا أن هذا المعنى من أظهر المعاني في الشريعة الإسلامية، ومن أكثرها رسوخا، مؤكدا على أن النفوس غير السوية تستطيع الالتفاف عليها بشهوة خفية وشبهة دلالية، لتتأول لنفسها ممارسة العنصرية.
وشدد الدكتور حاتم على ضرورة تعاون عدة مؤثرات في هذا الجانب منها نشر قيم الفضيلة والعدالة وتعزيز منظومة الأخلاق الكريمة في المجتمع من أقوى ما يحارب العنصرية، مبينا أن نشر الثقافة يبدأ بالتربية والتعليم ووسائل الإعلام، ولا يتوقف حتى يشمل التدقيق في الألفاظ. وانتقد الشريف إطلاق كلمة «الأجنبي» على غير السعودي خاصة إذا كان مسلما، فالمسلم ليس أجنبيا، وقد جعله الله تعالى أخا لي في الدين {إنما المؤمنون إخوة}، داعيا إلى إصدار قرار يلزم باستعمال عبارة (إخواننا غير السعوديين) على كل مسلم ليس سعوديا، بدلا من (الأجانب) أو (الوافدين)، كما دعا باستبدال عبارة (المتخلفين) بعبارة (غير النظاميين). مؤكدا أن لهذه الألفاظ آثارها العميقة في النفس، وهي وحدها تشيع ثقافة فإما أن تشيع العنصرية، أو أن تشيع روح العدالة والمساواة. ولفت الشريف إلى أن الثقافة المنفتحة (المنضبطة) على الثقافات والحضارات تعين على ذلك، فهي من المؤثرات في مقاومة العنصرية، مطالبا في الوقت نفسه بمحاولة تنشيط اللقاءات والمخالطة بين فئات المجتمع الواحد، بما يذيب الحواجز، ويعتمد في سياسته أن يغير الصورة النمطية أو النظرة الاستعلائية عند فئة ضد فئة، مؤكدا على أن الأمر يحتاج إلى تعاون شامل، وأن نعلم أن العنصرية لا تقاوم بالعنصرية المضادة، بل هذا مما يشعل نارها ويزيد فتنتها، مرشدا إلى أنه لايجوز التعامل بعنصرية مع العنصري، بل يبين له خطأه، ولا يعامل إلا بالحق والعدل.