لم تكتف الأنظمة التي تعامل بها المواطنة السعودية المتزوجة من غير أبناء وطنها بما فيها من صعوبات تواجه أي مواطنة قدر الله عليها أن يكون نصيبها وشريك حياتها غير مواطن، وتواجه أبناءها وبناتها مدى حياتهم في دراستهم وإقامتهم وسفرهم وحضرهم وتعاملهم ومعاملاتهم ونشاطهم وعملهم، لم تكتف الأنظمة بذلك موصدة أبواب الأمل في وجه المواطنات المتزوجات من غير أبناء الوطن، فزادت من صعوبة التعامل وقسوته بأن جعلت أي ابن أو ابنة للسعودية مرغمين على استخراج إقامة منفـصلة عن إقامة والدهم بعد بلوغهم الثامنة عشرة من عمرهم، مع البحث عن كفيل لهم لاستكمال إخراج إقامة مستقلة فإذا أبدت المواطنة «الأم» رغبتها في أن تكون هي الكفيل لابنها أو ابنتها، فلا بد من مسمى يوضع أمام خانة «المهنة»، وبما أن معظم المواطنات إما موظفات أو ربات منزل وليس لهن نشاط تجاري فليس من حقهن تشغيل أي نوع من أنواع العمالة إلا العمالة المنزلية وهي في حدود سائق بالنسبة للرجل وخادمة بالنسبة للمرأة، فإذا تقدمت مواطنة لكفالة ابنتها التي قد تكون جامعية فليس هناك مسمى لمهنة هذه المكفولة سوى «خادمة» وإن كان المطلوب كفالته ابنها الجامعي فإن المسمى المهني الذي سيحظى به في دفتر الإقامة هو «سائق» حتى لو كان متخرجا من كلية الهندسة، وعلى هذا الأساس يعامل رسميا، فإن راجعت تلك المواطنة رجال الجوازات في هذا الأمر باحثة عن مسمى آخر يوضع لابنها أو ابنتها خانة المهنة، أخبروها أنه لا يوجد لديهم بالنسبة لها ولهم سوى اللقبين الفاخرين سائق وخادمة، فيزداد ألمها وألم أبنائها وبناتها من قسوة الأنظمة التي يعاملون بها وينتطرون من الله الرحمة ثم من الراحمين!.
طرفة حول ساهر!
اتصل مواطن محتجا على أن كاميرات ساهر تعمل نهارا معتبرا عملها مخالفا لاسمها وأنه كان ينبغي على ساهر العمل ليلا فقـط على حد قوله! وكنت أظن أن المتصل يمزح فإذا بي أجده جادا كل الجدية فحاولت إفهامه أن المراد هو أن ساهرا يسهر ليل نهار على سلامتنا فلم يفهم!.