تفضل مشكوراً أحد أعضاء مجلس الشورى السعودي بشرح الفرق بين زواج السعودي من أجنبية، وبين زواج السعودية من أجنبي، وقام مشكوراً برسم استراتيجية توضيحية تبين أن زواج السعودي من أجنبيه حرية شخصية تخصه وحده هو، رغم أن الزوجة الأجنبية التي اقترن بها ستحصل هي وأولادها على الجنسية السعودية فوراً، ومن دون تأخير ولا مرمطة، وبإمكانها أن تلتحق بالجامعات السعودية المجانية لو كانت (كتكوتة) وبإمكانها الحصول على بعثة خارجية وبإمكانها العودة مجدداً إلى موطنها الجديد لتحصل على وظيفة مرموقة، وهي بالمناسبة هنا لن تزاحم بنات الوطن في أرزاقهن، ولن تستغل زوجها السعودي، ولن ترحِّل أمواله الخاصة لموطنها الأصلي، ولن تقوم بشراء عقارات فيه، ولن تستقدم أهلها وإخوانها وعشيرتها وقبيلتها، وبذلك تكون زوجة مناسبة للمواطن السعودي صاحب الحرية الشخصية أعلاه، بحسب تفسير عضو مجلس الشورى!!
أما السعودية، لو تزوجت من أجنبي فيجب أن تعرف أنه لا يريدها لشخصها، ولا لجمال عيونها، إنما يريد أن يزاحم أولاد البلد، وأن يأخذ أمكانهم وأرزاقهم، رغم أنه لن يحصل على الجنسية السعودية، وأولاده كذلك، فالأم السعودية تستقدم أولادها تحت مسمى خادمة وسائق، وعندما تنتهي إقامتهن تتمرمط حتى تجددها، وهو بهذا الشرح الوافي وضّح للسعوديات توضيحاً كان غائباً عنهن، بصراحة لا أملك سوى أن أقول له شكراً جزيلاً، ونورت المحكمة.
كما شرح أن سبب لجوء الرجال للزواج من الخارج ارتفاع المهور، وليست العادات القبلية، (كان نفسي اصدق والله). أعود لأسأله كم عدد السعوديين الذين تزوجوا من أجنبيات، وكم بلغت المهور والهدايا والأراضي التي قُدمت لهن؟ هي وأهلها وبلدتها أيضاً؟!!
كم امرأة منهن طالبت بضمانات طويلة وكثيرة حتى ترضى بصاحب حرية شخصية؟ ولماذا؟. أعود لموضوع المهور المرتفعة، وتحليلي الشخصي أن الأمر متعلق بثقافة مجتمعنا الذي نراه – ويراه سعادة العضو- فوق كل المجتمعات!! الرجل السعودي أيها الفاضل لا يحترم المرأة التي رضي أهلها بمهر قليل، والحكايات الكثيرة تثبت أنه يعايرها بذلك، ويعتبرها زوجة «ببلاش»، وأنها لم تكلفه كثيراً، ليبدأ في التفكير بعدها بالتعدد، وعلته في ذلك سنة المصطفى صلوات ربي عليه، والغريب أنه يترك كل سنن المصطفى وحسن معاشرته لزوجاته – بحسب الأمر الإلهي الذي أباح له وحده أكثر من أربع زوجات لحكمة إلهية لا يعلمها إلا الخالق- ويترك عدله وإحسانه، ويترك مراعاته لزوجاته، وحسن تبعُّله لهن، ويتمسك فقط بفكرة التعدد، ومن أجل ذلكم تخشى الزوجات أن تتزوج برجل لا تضمن كيف سيكون بعد سنوات قليلة، وكيف سيفكر، وكيف سيغدر بها، وبأي طريقة سيطردها شر طرده. الغريب أيضاً، أنه شرح أن ذوي الحاجات الخاصة ومن رفضوا لأسباب قبلية نفاها في حديثه الغير منطقي، من حقهم أن يتزوجوا من الخارج لأنه لايجوز أن يبقوا بلا زواج، ولم يسأل نفسه لماذا توافق الأجنبية على الزواج من معوق، أو ممن رفض لاعتبارات قبلية؟ وما المقابل؟ في رأيي الشخصي جداً أن الزواج علاقة إنسانية جداً، ليست متعلقة بجنس ولا بجنسية قد تتواءم فكرياً وعاطفياً وأسرياً ونفسياً مع شخص من خارج جنسيتك، وخارج عالمك بالكامل، فلماذا التشدد في أمر مباح شرعاً؟! هنا يبقى الموضوع والاختيار برمته حرية شخصية كفلها الخالق لكلا الجنسين، وعلينا المساعدة في ذلك حتى نجد الكثير من الزوجات والأطفال يهرعن إلى أواصر، ويعاقب الزوج لأنه أراد بناء أسرة بالحلال!! النظرة الذكورية الأحادية لن تغيب عن مجتمعنا، فإذا كان هذا رأي عضو مجلس الشورى الذي يعبر عن كثير من مفاهيم رجالات المجتمع، فماذا نتوقع بعد ذلك؟!.