يرى قانونيون أن قرار وزارة العمل بشأن تعامل الجهات الرسمية مع أبناء السعوديات من الأجانب، ومعاملتهم مثل السعوديين في السعودية، ينصف هذه الفئة. لكن أصحاب الشأن أنفسهم يرون العكس، ويطالبون بمنحهم الجنسية بما يعنيه ذلك من الحصول على امتيازات أو على الأقل تفعيل بطاقة الهوية الخاصة بهم.
الرياض:أعلنت وزارة العمل السعودية أخيرًا أن أزواج السعوديات من غير السعوديين وأبناء السعوديات من أب غير سعودي وزوجات السعوديين من غير السعوديات يعاملون في نسب السعودة معاملة السعوديين، لكن الآراء انقسمت بشأن جدوى هذا الإعلان.
يترقب الكثير من أبناء السعوديات لآباء أجانب تفعيل مميزات البطاقة الخاصة الممنوحة لهم، ذلك لأن البطاقة، رغم صعوبة الحصول عليها، تستنفد فائدتها بمجرد تخرج حاملها من دراسته الجامعية، بينما يختفي تأثيرها في المجالات الأخرى، كالعمل والتأمينات الإجتماعية والعلاج.
ويرى المستشار القانوني بندر البشر في حديث لـ”إيلاف” أن القرار الأخير الذي اتخذته وزارة العمل “خطوة إيجابية لأبناء السعوديات، الذين لطالما عانوا هذه المشكلة، حيث يصبح عاطلاً فور حصوله على شهادته الجامعية”.
بينما قالت أماني المولودة من أم سعودية و أب يمني، إن القرارات الأخيرة زادت من حالة التوجس لديها ولم تسعدها “لم تفرحنا قرارات وزارة العمل، بل بالعكس، أصبحنا نتخوف من كل قرار يصدر بخصوصنا.. نخشى من أن يمثل صدمة جديدة لنا، لأنه عند نزول أي قرار جديد يمنحنا أمل جديد، لكننا نكتشف في الأخير أنه لا يفيدنا ولا يحل مشكلتنا”.
بينما تطالب والدتها بحصول ابنتها على الجنسية السعودية، وتضيف “أنا أعاني القلق الدائم على ابنتي، فهي متخرجة لغة عربية مع مرتبة الشرف، وتحمل شهادات كثيرة من الخبرات، لكنها عندما تتقدم لأي وظيفة تسأل عن جنسيتها أولاً”.
أما عن البطاقة التي تحصل عليها من قبل الأحوال المدنية، فترى أم أماني أنه لا يعتمد بها، وتعتبر عديمة القيمة، حيث تقول “إن البطاقة التي حصلت عليها ابنتي من الأحوال المدنية لم تفدها إلا في التعليم فقط”.
كما ترى أن فرصة ابنتها الوحيدة للحصول على الجنسية هي الزواج من سعودي، وهنا تتساءل أم أماني: “ماذا لو لم يكن لابنتي نصيب في الزواج من سعودي؟، ماذا سيصبح مصيرها لو توفيت أنا و خصوصًا أن والدها متوف، فأماني لا تعرف إلا السعودية، البلد الذي أبصرت فيه النور منذ ولادتها، وأنا أرى أن أي قرار يصدر، لا ينصف أبناءنا ولا يحميهم من غير حصولهم على الجنسية السعودية.. حصولهم على الجنسية هو الشيء الوحيد الذي يجعل قلوبنا كأمهات يطمئن إلى أبنائنا”.
من جانبه، يقول المستشار القانوني فيصل الزهراني لـ”إيلاف” عن البطاقة الخاصة التي تمنح لأبناء السعوديات من آباء أجانب “إن ما يتعلق بموضوع البطاقة الخاصة بمعاملة أبناء السعوديات في حقيقة الأمر بما أنها صادرة من وزارة الداخلية فهي تعتبر مستنًاد رسميًا صادرة من الوزارة المختصة وهي الداخلية”.
وبخصوص رفض جهات حكومية الاعتراف بهذه البطاقة، يضيف الزهراني “إن ما يتعلق بالجهات الحكومية التي ترفض التعامل مع أصحاب تلك البطاقات، فهذا الأمر عائد إلى جهل العاملين بتلك الدوائر الحكومية، وهذا تقصير منهم، ينبغي عليهم في حال وجود مشكلات أو خلافات في التعامل مع أصحاب البطاقة أن يتم مخاطبة وزارة الداخلية في أمرهم وبشكل عاجل حتى لا تتأخر مصالح هذه الفئة”.