متابعات-اليوم(ضوء): شكت أم زياد أن زواجها من أجنبي، ربما لا يكون حلالاً، أو غير قانوني، راجعت أوراقها مرات ومرات، فوجدتها متماشية مع الأنظمة والقوانين المعمول بها، فسألت “أنا امرأة سعودية.. لماذا إذن يحرمونني مما يحصل عليه السعوديون؟. على الجانب الآخر، تضحك أم عبد العزيز على قصتها مع الضمان الاجتماعي، معتقدة أن هذا الضمان أخطأ، عندما أراد أن يوفر مصادر صرف في ميزانيته، على حساب فقراء ومحتاجين “سعوديين”، متهمة الضمان بأنه “تجاهل جنسيتي السعودية وحالتي السيئة، ونظر لجنسية زوجي الأجنبي” متسائلة “هل أطلب الطلاق من زوجي حتى أحصل على مساعدات الضمان الاجتماعي؟. أسئلة حائرة على لسان سعوديات أباً عن جد، يشملهن عقاب الضمان الاجتماعي، لأنهن ارتبطن على سنة الله ورسوله، بأزواج غير سعوديين، فتدهورت حالاتهن.. و”الضمان” يتحجج بأنه ينفذ التعليمات.
هؤلاء السعوديات عشن على تراب هذه الأرض الطيبة التي امتد خيرها إلى جميع بلدان العالم، ونهلن من حبها الكثير، كان نصيبهن في هذه الحياة الارتباط من رجال غير سعوديين، حبهن للوطن منعهن من مغادرته والعيش بعيدا عن ترابه، تألمن كثيرا بسبب رفض بعض الجهات مساعدتهن فيما يستحققنه من حقوق المواطنة ،ومن أهم هذه الحقوق هي أن يشملهن الضمان الاجتماعي، الذي كان يُصرف لهن قبل عدة أشهر، وتم إيقافه بسبب ارتباطهن بأزواج غير سعوديين، مع أن هذا المبلغ الذي كان يصرف لهن لا يتجاوز 850 ريالا شهرياً، وهو بالكاد يؤمن مستلزمات هؤلاء النسوة اللائي تجاوزت أعمارهن الـ50 عاماً، وضاقت بهن الدنيا ذرعاً بعد سماعهن نبأ وقف هذه المساعدة من الضمان الاجتماعي.
المساعدة الشهرية
البداية كانت مع أم خالد، التي تزوجت قبل أكثر من 30 سنة من رجل عربي، وحالته المادية كانت سيئة جداً، وتقول: “قبل سنوات عدة، قررت تقديم أوراقي لمكتب الضمان الاجتماعي حتى تشملني هذه المساعدة الشهرية، وبالفعل تم الموافقة على طلبي، خاصة وأن زوجي كبير في السن وحالته الصحية سيئة جدا لا يوجد دخل آخر لنا، سوى مبلغ الضمان، الذي يُصرف نهاية كل شهر”، مضيفة: “كنت أعد الأيام حتى أقوم بصرف هذه المساعدة، التي قد تسد ولو جزءا قليلا من متطلبات الحياة الصعبة، ولكن في أحد الشهور، فوجئت بعدم وجود رصيد في حسابي، في البداية توقعت انه خطأ بنكي، ولكن حينما قمت بمراجعة مكتب الضمان الاجتماعي في الأحساء كانت الصدمة الكبيرة، إذ علمت أنه تم إيقاف المساعدة، وحينما سألت عن السبب، تبين انه بسبب زوجي غير السعودي”، متسائلة “ما هو ذنبي، فأنا سعودية، ويحق لي الاستفادة من الضمان، فهل أطلب الطلاق من زوجي الأجنبي من أجل الحصول على خدمات الضمان الاجتماعي الذي تناسى كوني سعودية؟”. وتضيف: “أناشد المسئولين في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية النظر بعين العطف في ظروفنا”.
الحياة الصعبة
وتبدو قصة أم زياد مأساوية، فهي تجاوز عمرها الـ 60 عاما، وتقول: “كنت أدبر أمور منزلي بواسطة هذه المساعدة التي تأتيني من الضمان نهاية كل شهر، رغم قلتها، إذ لم تتجاوز 850 ريالاً، ولكنها كانت تكفي لسد جوع أبنائي الأربعة”، موضحة، أن “زوجي كبير في السن، ولا يعمل، وكانت مكافأة الضمان بمثابة البلسم الذي يداوي جروح الحياة الصعبة”.
وتمسح أم زياد دموعها وهي تتألم قائلة: “ضاقت بي الدنيا حينما سمعت عن إيقاف هذه المساعدة، لم أصدق في البداية، وكما تعلمون، البيوت أسرار، وظروفنا صعبة جداً، وما يأتي من الضمان يساعد في تأمين مستلزمات الطعام لأبنائي، أين أذهب وكيف أعيش، هل أتسول أو أمد يدي للناس؟ صدقني هناك أسر عفيفة لا تريد مد يدها للناس، وأتمنى من وزارة العمل والشئون الاجتماعية مساعدتنا في إعادة هذه المساعدة”.
مخصصات الضمان
أم عبد العزيز تسكن في منزل صغير، لا يتجاوز 89م في حي شعبي، جدرانه متهالكة، وتقول: “لم أصدق حينما سمعت من إحدى السيدات المتزوجة من غير سعودي، وهي تشابه حالتي الاجتماعية، ذهبت للمصارف للتأكد من الخبر، صدقني لم استطع الخروج من بوابة الصراف من الصدمة، لأنني أصبحت أفكر كيف أعيش ،وكيف هي حالتي بعد ذلك !”، مضيفة: “توقعت زيادة في مخصصات الضمان، ولم أتوقع إيقافه، فأنا سعودية أباً عن جد، كيف لا أستفيد من الضمان، وما هو ذنبي، فأنا متزوجة من غير سعودي”، معبرة عن اعتقادها أن “عدد النساء المتزوجات من غير سعوديين قليل، وخير المملكة كثير، ووصل إلى الأمة الإسلامية كافة، ونحن أبناؤها، الذين تربوا على ترابها”، متسائلة “هل تتم إعادة النظر في موضوعنا، وإعادة المبالغ التي تم إيقافها منذ ذلك الشهر، حيث إنه مضى أكثر من 5 أشهر على إيقاف هذه المساعدة، وصدقني حياتي أصبحت جحيماً بعد هذه المشكلة”.
مستلزمات عائلية
وتقول أم فهد: “أناشد حكومتنا الرشيدة -يحفظها الله- التي امتدت أياديها الكريمة لجميع المسلمين أن تنظر في حالنا، وتتم إعادة مبلغ الضمان الاجتماعي الذي تم قطعه بسبب أن زوجي غير سعودي، زوجي الذي لا يعمل، ولدي عدد من الأبناء وإيجار منزل ومستلزمات عائلية وطلبات الأبناء للمدارس لا تنتهي، نعم مبلغ الضمان قليل، ولكن كان يساهم في حل بعض المشكلات المالية، التي أعاني منها منذ توقف هذه الإعانة من الضمان، وأنا أبحث كل يوم عن سيدة أستدين منها بعض المال، أملاً في عودة مبلغ الضمان الذي نحن في أمس الحاجة إليه”.