بتوقيع «ابن سعودية»، وصلت «المدينة» رسالة مؤثرة بعنوان «لا هندسة لأبناء السعوديات بجامعة طيبة»، حيث قال المرسل: لا أدري بماذا أبدأ وبماذا انتهي.
ولكني سأبدأ عند عودتي لبيتي حاملًا بطاقتي الجامعية بعدما قُبلت بجامعة طيبة بالمدينة المنورة ببرنامج العلوم التطبيقية (السنة التحضيرية)، سأبدأ بدمعة أمي وبفخر أبي وبسعادة كل من هم حولي. وبأول يوم جامعي وكيف تأقلمت مع الظروف الصعبة التي صاحبت دراستي. وضعت جدولي ومستقبلي ومستقبل كل عائلتي أمام عيني علي أخفف الكاهل عن ابي واضمن الحياة الكريمة لأمي.
فترجمت هذه الرغبة إلى طموح وبذلت كل ما أملك من وقت في دراستي، حتى أنهى الفصل الدراسي الأول وتحصلت وقتها على معدل مرتفع، وقاومت في الفصل الثاني وتأقلمت مع صعوبته حتى تحصلت على افضل الدرجات وعلى معدل متميز حصلت بعدها على مكافاة الامتياز، وبدأت بالتفكير كيف اتعايش مع تخصصي وكيف انظم وقتي ودراستي حتى انال افضل الدرجات. وكانت الاجواء جميلة وتفاعلية، فأمي لا تناديني الا بالمهندس، وأبي كله افتخار بابنه الوحيد وما حصده بدراسته الجامعية.
حتى جاء اليوم الكارثي الذي علمت فيه أن الهندسة للسعوديين فقط. فصدمت وقتها ولم أعرف ماذا أفعل، فتوجهت لمكتب مدير الجامعة بخطاب معي عله يكون يمتلك الصلاحية فيسجلني، ووضحت له في خطابي أنني الابن الوحيد لأمي وابي وحصلت على معدل مرتفع وامي سعودية ولم أقبل.
وتم تسلم معاملتي، ولكن كانت التأشيرة عليها يعامل حسب انظمة ولوائح الجامعة، وتلك اللوائح ترفض قبول أبناء السعوديات.