“عكاظ اليوم” تفتح الملف .. أبناء سعوديات متزوجات من أجانب يواجهون صعوبات التجنيس

محمد السريعي،فوزية الشهري – بيشة، جدة

لا تقتصر مشكلات الهوية على المواليد الأجانب أو المولودين لأم سعودية، بل تشمل أيضا أولئك المولودين من أم وأب سعوديين، إذ تعاني بعض الأسر صعوبات في إثبات أبنائهم، إما بسبب جهل الأب، أو بسبب الطلاق، أو لوجود مشكلات اجتماعية تتعلق بإدمان الزوج، أو وجود خلافات بينه وبين عائلة الزوجة.

سعوديون بلا هوية

كشف المستشار القانوني في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان خالد الفاخري عن أن الجمعية رصدت عددا من حالات عدم وجود أوراق ثبوتية لأبناء مواطنين، وأكد أن الجمعية تبدأ بالحلول الودية ليقوم الأب بواجبه تجاه أبنائه بتسجيلهم في سجل العائلة وإثباتهم ، وفي حين تعذر ذلك تقوم الجمعية بمخاطبة الجهات المعنية لإحضار الأب وإرغامه على إنهاء تسجيل أبنائه ، وفي حالة تعذر وجود الأب تتولى الجمعية ذلك.

وكانت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان رصدت خلال عام 1433 167 شكوى تتعلق بقضايا الأوراق الثبوتية من عدة مناطق في المملكة ، وكانت الرياض الأعلى بـ85 قضية بينما كانت جدة  24″ ، جازان 7 ، الشرقية 19 ، الجوف حالة واحدة، مكة 22، والمدينة المنورة 9 قضايا.

تسجيل إجباري

 أكد مدير إدارة الأحوال المدنية في منطقة مكة المكرمة  محمد الحمياني أحقية أبناء السعوديين في الحصول على الهوية الوطنية، بغض النظر عن كون والداتهم أجنبيات أم لا،  وقال الحمياني إنه يتم تسجيل الطفل في الأحوال المدنية ويحصل على البطاقة بمجرد بلوغه 15 سنة، وفي حال كان الأب لديه سجل مدني يلزم بإضافة أبنائه واذا رفض يتم إصدار سجل  يحمل هوية الأب وصورته وتعطى الأم الصلاحية  في التعليم وإتمام إجراءات الابن في الدوائر الحكومية  كي لا تتعطل أعمالهم كما تعطى نسخة من الحاسب الآلي ومن شهادة الميلاد.

أبناء السعوديات

وإلى جانب مجهولي الهوية من المولودين لأبوين سعوديين، هناك أبناء السعوديات المتزوجات من أجانب، واللاتي قدرت إحصائية رسمية اطلعت عليها “عكاظ اليوم” عددهن بـ750 ألف.

ويعد أبناء السعوديات أكثر الملفات تعقيدا على مستوى الهوية، فبالرغم من أن الأم سعودية إلا أن أبناءها يعيشون معاناة كبيرة ومتعددة ، وفي كثير من الحالات يعاملون كالأجانب، كما أن “نظام التجنيس” يمنح الأب السعودي المتزوج بأجنبية مميزات لا تستفيد منها الأم السعودية المتزوجة بأجنبي، ما دفع  العديد من السعوديات المتزوجات من أجانب إلى المطالبة بمنح أبنائهم الجنسية أو إقامة دائمة.

وقال سيد أبو الهنود وهو ابن لسعودية  في الثلاثين من عمره، إنه لديه أختان سعوديتان من أب وأم سعوديين، ورغم أنه ولد وعاش في السعودية، ولا يعرف بلدا غيرها إلا أن ذلك كله لم يشفع له في نظام التجنيس ، إذ حصل على ست نقاط فقط في نظام التجنيس، مضيفا أن إدارة التجنيس في الرياض لم يستملوا ملفه وطلبه للحصول على الجنسية بسبب حصوله على ست نقاط من أصل سبعة ، وقالوا إنه عليه الحصول على السبعة نقاط كاملة.

ويواجه أبناء السعودية من أجنبي، مشاكل عدة أبرزها تسمية وزارة العمل لهم بـ”وافد خاص”، فلا تستطيع الأم توكيل ابنها ليؤدي أعمالها لأنه أجنبي، ولا يستطيع ابن المواطنة التعريف عن أمه؛ لأنه أجنبي، كذلك يحسب لأبناء السعوديات (2%) أخطار مهنية في التأمينات الاجتماعية كأي أجنبي، على الرغم من دخولهم ضمن نسبة التوطين.

وفي حالة وفاة الأم لا يتم توريث أبنائها ما تملك من عقارات، بل تسلم إلى الجهات المختصة ، لعرضها في المزاد العلني وبيعها، ومن ثم تسليم المبلغ إلى الورثة بعد أخذ نسبة معينة من قيمة البيع،  أيضا نظام الكفالة الجديد الذي يُعطي الأم فرصة كفالة ابنها تحت مسمى ابن وبنت وزوج، إلاّ أنه بعد وفاتها سيبحث الأبناء عن كفيل، كما يتم حرمان المواطنة من الضمان الاجتماعي بسبب كفالة أبنائها.

مشاكل المواليد

وبعيدا عن هؤلاء وأولئك يوجد ما يقرب من مليوني مقيم ولدوا في السعودية من أُسر تعيش منذ سنوات عديدة في السعودية لم تخرج منها لأي مكان، وبعضهم صار لديه أحفاد، وكلهم يحلمون بالحصول على الجنسية.

جميل أحمد عويضه، أحد هؤلاء، يعيش في السعودية منذ 40 عاما وكان يعمل معلما في إحدى المدارس الثانوية ، يقول إنه لا يعرف بلدا سوى السعودية ولا يتصور أن يرحل عنها إلا بالموت.

 وأشار إلى أنه يعز عليه أن يُعامل مثلما يعامل بقية الأجانب الذين مضى عليهم هنا عاما أو عامين، مؤكدا أنه يصرف جميع ما يحصل عليه من مبالغ في  نفس البلد خلافا للأجانب الذين يحولون جُل مبالغهم لبلدانهم.

بدوره، قال سالم أحمد وهو من مواليد السعودية ، نتمنى منحنا الإقامة الدائمة باعتبارنا من مواليد هذه البلاد وكذا نتمنى استثنائنا من شرط الكفيل، حينها سنعطي أكثر في أعمالنا، وقال إنهم أجدى اقتصادياً للوطن فنحن ننفق ما نجنيه داخلياً عكس الوافد الذي يحول معظم دخله للخارج.

 وتساءل عن عدم وجود أية ميزة لمن يحمل وثيقة الميلاد في المملكة ، مضيفا بأنهم يمارسون الثقافة والعادات نفسها التي تمارسها الأسر في المملكة ، ويتلقون التعليم ذاته الذي يتلقاه المواطن العادي بالمدارس، ويرددون النشيد الوطني في صباح كل يوم دراسي ويحفظونه كأي مواطن آخر، ويلتزمون بالزي السعودي في المدارس والأعمال وحتى في حياتهم الخاصة، ويتحدثون اللهجة المحلية ككل السعوديين، فهم مواطنون في الحقيقة ووافدون في الأوراق الثبوتية.

إثبات هوية

يعاني بعض المواليد من أبناء المطلقات، تجاهل أبائهم لضمهم في الأوراق الرسمية، وفي هذا الصدد يوضح مدير الأحوال المدنية في منطقة مكة محمد الحمياني أنه في حال إنكار الزوج الأجنبي الاعتراف بأبنائه يحق للأم إثبات أبنائها، عن طريق مستشفى الولادة  واستخراج أوراق ثبوتية لها ولأبنائها وإعطائها شهادة الميلاد  ويتم تقديمها  للأحوال لاستخراج نسخه من الحاسب الآلي، وإصدار شهادة الميلاد مصدقة جميعا تفي بالغرض من حيث تسجيل بالمدارس والدوائر الحكومية.

الحمض النووي

ولإيجاد حل جذري لمشكلة مجهولي الهوية طالبت عضو جمعية حقوق الإنسان الدكتورة سهيلة زين العابدين باعتماد الحمض النووي والاعتراف به لإثبات نسب مجهولي الهوية، وقالت إن المحكمة العامة هي العائق الوحيد لبعض المظلومات اللاتي أجبرتهن الظروف على الارتباط بأجنبي أو مقيم في عدم  اعتماد الحمض النووي والاعتراف به، بالرغم من أنه الوسيلة الوحيدة التي تحل مشاكل بعض الأسر والأبناء، الا غير عدم الزام الرجل بالحمض النووي  في حالة أنكر أنه ابنه أو تم الملاعنة والحلف يتم الاكتفاء بها وترك الأبناء ضائعين ومعلقة  بدون  نسب يساعدهم في اكمال مسيرة العلم ،والعلاج ودخول بعض الدوائر الحكومية

وبينت أنهم طالبوا في الجمعية بالحماية من الايذاء وإثبات النسب وإلزام الزوج  في حالة الرفض بأن يحول الابن  مباشره له بدون الرجوع اليه لن الرفض يثبت الحقيقة وخوفه من الواقع

واضافت على أي سعودية متزوجة من أجنبي تعرضت لعدم الاعتراف بابنها تقديم شكوى لحقوق الإنسان، عندها يتم التأكد من الشكوى وإحضار الاثباتات ويتم تبني القضية ودراستها ومراسلة الجهات  المسؤولة عن القضية، وينظر لما ذا لم تتخذ قرارات لإنهائها؟ وبعض القضايا لم تحل عندها يتم اللجوء إلى القضاء.

المصدر: جريدة عكاظ.