علي الشريمي..
المرأة السعودية، وعلى الرغم من كل ما حققته من إنجازات وإبداعات، إلا أنها في مجتمعاتنا ما زالت تعاني من التمييز المُطعم بنكهات العنف المتنوعة
يحتفل المجتمع الدولي ابتداء من بعد غد الاثنين 25 نوفمبر باليوم العالمي لمناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة، حيث ستقام حملة عالمية – تقام سنوياً منذ عام 1991 – وتجري فعالياتها حتى 10 ديسمبر من كل عام، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وقد تم اختيار تلك الأيام في محاولة للتأكيد على أهمية ربط قضايا حقوق المرأة بقضايا حقوق الإنسان واعتبار العنف ضد المرأة انتهاكا صارخا لحقوقها الأساسية.
كثيرون في العالم يرون أن هذا اليوم فرصة مناسبة للحديث عن المرأة، ذلك المخلوق الجميل الذي يشع جمالا ورقّة، وتنتظر منا أن نتعامل معها بشيء من الرقي والاحترام، لأنها تستحق ذلك، فهي سيدة الوجود وأم الحضارة وبسببها تحول البشر إلى كائنات إنسانية.
المرأة السعودية، وعلى الرغم من كل ما حققته من إنجازات وإبداعات إلا أنها في مجتمعاتنا ما زالت تعاني من التمييز المُطعم بنكهات العنف المتنوعة؛ إذ إن فرض الوصاية المتجاوزة عليها من الزوج أو الأب أو الأخ أو… أدى إلى ممارسة العنف ضدها, حيث أكد عدد من المتخصصين في شؤون المرأة والطفل على ارتفاع مؤشر العنف في المملكة تجاه المرأة – لفظيا، جسديا – بنسبة تصل إلى 87 في المئة، وتُشير الإحصائيات والتقارير في برنامج الأمان الأسري إلى أنَّ عدد قضايا العنف الأسري ضد المرأة الصادر من ولي أمرها الواردة إلى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان منذ تأسيسها عام 1425 حتى نهاية عام 1432 تصل إلى (1998) قضية، فيما كشفت وزارة العدل أخيرا أن عدد قضايا العنف ضد المرأة خلال العام الماضي 454 قضية.
قبل عدة أشهر، أقر مجلس الوزراء الموافقة على نظام الحماية من الإيذاء، وهي المرة الأولى التي يصدر فيها نظام يُجرّم العنف الأسري، ووزارة الشؤون الاجتماعية الآن بصدد إعداد اللائحة التنفيذية لنظام الحماية من الإيذاء، ولكن السؤال: هل تستطيع الوزارة وحدها تنفيذ هذا النظام وتحقيق النتائج المرجوة منه للحد من العنف؟
أعتقد بأن إجراءات تفعيل هذا النظام هي ذات الأحلام التي تراود المرأة السعودية التي تتمنى تجسيدها على أرض الواقع.
أحلام عشرة، هي كل ما تريده أغلب السعوديات الآن، أو هذا ما جمعته من قوائم طويلة عندما سألت: ما أحلام المرأة السعودية؟ فجاءت على النحو التالي:
- الحلم الأول: تدريس منهج حقوق المرأة ضمن مناهج تعليم البنات وفي الجامعات والكليات والمعاهد.
- الحلم الثاني: الحق في ولاية المرأة البالغة الرشيدة على نفسها إذ إن الأنظمة ما زالت تمنع ولاية الأم على أطفالها القصر بعد وفاة الأب، وما زالت تشترط موافقة ولي أمر الأنثى عند التحاقها بالمدرسة والجامعة أو العمل وحتى حصولها على بطاقة الأحوال المدنية.
- الحلم الثالث: حق المرأة البالغة الرشيدة في التنقل والسفر.
- الحلم الرابع: إلغاء إعطاء أولياء المرأة حق طلب تطليقها لعدم الكفاءة في النسب.
- الحلم الخامس: إلغاء اشتراط الوكيل، أو ولي الأمر في الأمور المالية للمرأة البالغة الرشيدة.
- الحلم السادس: حق المرأة في نقل جنسيتها إلى أولادها وزوجها إذا تزوجت من غير مواطنها.
- الحلم السابع: منح المرأة الحق في استخراج رخصة قيادة.
- الحلم الثامن: إنشاء محاكم أسرية وتقنين مسائل الأحوال الشخصية.
- الحلم التاسع: إنشاء هيئات وجمعيات مستقلة لحماية المرأة.
- الحلم العاشر، فأتركه للقارئ الكريم فهو من يستطيع كتابته بكل صدق وشفافية.
أخيرا أقول: عزيزي القارئ الكريم، ما الحلم العاشر أو – ربما الأول – في نظرك والذي يستحق الكتابة هنا؟
ملاحظة: المقال يتحدث عن الأحلام وليس الكوابيس.