سالم سعيد باعجاجة
إن لكل بلد مطلق الحرية في كيفية منح الجنسية، ووضع الشروط التي ترى أنها هي الأنسب لمنحها، ولكن لا بد أن نفرق بين مواليد المملكة والوافدين، فمواليد المملكة هم ولدوا ونشأوا وتعلموا في هذا البلد الطاهر، ولم يعرفوا وطنا لهم، فالانتماء للوطن هوية لا يتطلب إلا حب هذه الأرض وعشقها، والكثير من غير السعوديين عشقوا المملكة كما لو كانوا سعوديين وأكثر، والكثير منهم أصبحوا بحكم السعوديين كونهم تربوا وتعلموا بيننا، وتأثروا بمجتمعنا، وعاداتنا، وتقاليدنا.
ويمارسون الثقافة والعادات نفسها التي تمارسها الأسر في المملكة، ويتلقون التعليم ذاته الذي يتلقاه المواطن العادي بالمدارس، ويرددون النشيد الوطني في صباح كل يوم دراسي ويحفظونه كأي مواطن آخر، ويلتزمون بالزي السعودي في المدارس والأعمال وحتى في حياتهم الخاصة، ويتحدثون اللهجة المحلية ككل السعوديين، فهم كالمواطنين في الحقيقة. والكثير من المواليد المقيمين في المملكة هم مواطنون ولكن بدون جنسية.. مواطنون بحبهم لهذا البلد.. مواطنون لأن منهم من لم يزر بلادا أخرى حتى التي يحمل جنسيتها.
بينما الوافد غير المستقر يخطط لجمع أكبر قدر من المال ويحول أمواله إلى بلاده أولا بأول. وأشارت بعض الإحصائيات إلى أن المواليد المقيمين في المملكة بلغوا قرابة مليوني شخص، وبعضهم يشكل الجيل الثالث والرابع من أسرة لا تعرف بلادا غير هذه البلاد، وهؤلاء لو منحوا الإقامة الدائمة فسيعطون أكثر في عملهم، وهم أجدى اقتصاديا للوطن؛ لأنهم ينفقون ما يجنونه داخليا عكس الوافد الذي يحول معظم دخله للخارج، من خلال نظرة اجتماعية واقتصادية؛ فإن المقيمين المولودين في بلدنا وعاشوا سنين طويلة بيننا هم أفضل لنا؛ لأنهم اكتسبوا عاداتنا وانسجموا في مجتمعنا وأصبحوا جزءا منه، وأيضا اقتصاديا هم ينفقون أموالهم في داخل البلد ولا يحولون أموالا طائلة للخارج؛ مثل الوافد الذي أتى بحثا عن جمع مبلغ معين والعودة إلى وطنه. حبذا لو قسم نظام الإقامة في المملكة إلى فئات (أ ــ ب ــ ج)، بحيث تكون هناك عدة درجات يخضع لها غير السعودي المقيم في المملكة، تتعلق بعدد سنوات إقامته ومدى حسن إقامته في المملكة، حيث يكون حديث الإقامة في البلاد ضمن التصنيف (ج)، ومن تجاوزت سنوات إقامته عشر سنوات يدخل ضمن التصنيف (ب)، أما المولدون والذين مضى على إقامتهم في المملكة أكثر من عقدين فيكونوا في التصنيف (أ) الذي يمكنهم من حمل إقامة بدون كفيل.
وأن من هؤلاء المواليد ممن لم تتح لهم فرص إكمال تعليمهم لديهم مهارات يدوية وحرفية، يمكننا استثمارها في تدريبهم على الأعمال اليدوية والحرفية طبقا لميولهم ومهاراتهم، ونطرحهم في سوق العمل ليحلوا محل العمالة الوافدة، وهناك الكثير من أبناء الوافدين المولودين داخل المملكة لم يتم تصحيح أوضاعهم المادية، لذا جاءت فترة التصحيح التي أمر بها سيدي خادم الحرمين الشريفين، والتي تنتهي في 24/8/1434هـ، فهي فرصة سانحة لتصحيح أوضاعهم للحصول على إقامة نظامية ريثما يتم صدور توجيهات بمعالجة أحوال المواليد في المملكة، حيث أن هناك مئات الحالات ممن لا يحملون أوراقا ثبوتية التي تطالب بمساعدتهم لتعديل وضعهم والحصول على إقامة نظامية.
أطرح أمام الجهات المعنية هذا الاقتراح بدراسة حالات المواليد وتقسيمهم إلى الفئات المقترحة آنفا ليستفيدوا من المزايا والخدمات التي تقدمها حكومتنا الرشيدة.
الله يستر على كل مواليد العالم
رائع جداَ وفعلا كلام واقعي ومادام إننا دولة متقدمه لازم نشوف كيف الدول المتقدمة تعامل المواليد في بلدها مثل أمريكا وأروبا من حيث الإقامات الدائمة أو التجنس .
كلااااام جميل
وربنا يكثر من كلام امثالك
تشكر استاذي الفاضل على اهتمامك بمواليد البلد واتمنا من الله ثم من سمو الامير محمد بن نايف
ان يحن على ابنائه وسنده في تحسين اوضاعهم
وشكرا
اللهم امين.. شكرا لمرورك..
أنت تريد وأنا اريد والله يفعل مايريد
الحقد والحسـد وعدم تمني الخير للغير هذا هو المصطلح في التعامل مع مواليد المملكة و ابناء السعودية