انتهيت من حزم حقائبي استعدادا لعودتي إلى جدة، كان ذلك خلال رحلتي إلى بريطانيا في إجازة عيد الفطر الماضي التي قضيتها بلندن، قمت بالاتصال بإحدى الشركات العاملة في مجال نقل الركاب، وطلبت سيارة أجرة تقلني إلى مطار هيثرو، سألني المكتب عن التوقيت المناسب لتصل أمام منزلي، فطلبت منهم وصولها بعد ساعة بالضبط، وبالفعل اتصل بي سائق السيارة الأجرة ليعلمني بعد ساعة بوجوده أمام المنزل.تناولت حقائبي وغادرت المنزل على الفور، وجدت سيارة تويوتا فاخرة تنتظرني أمام واجهة المنزل، رحب بي السائق الذي تبدو عليه الملامح الهندية بود وهو يضع حقائبي في عربته، دلفت إلى السيارة ثم انطلقنا نحو المطار، كنت أعرف أن الطريق للمطار يستغرق قرابة الساعة فقررت تمضية الوقت في تجاذب أطراف الحوار معه.
سألت السائق عن جنسيته فأجاب: بريطاني، ثم استطرد قائلا بأنه يحمل الجنسية البنغالية حيث تعد بنجلاديش موطنه الأصلي، ثم أردف ضاحكا: يمكنك أن تعتبرني بنغالي بريطاني، علقت على كلامه قائلا بأني أكن حبا لهذه الجنسية، فأنا أعرفهم جيدا وهم متواجدون بكثرة بالمملكة وخاصة في مهن العمالة، سألته عن بداية وجوده بالأراضي البريطانية، فأجابني بأن له قريبا يعمل موظفا بإحدى الشركات البريطانية، وقد وجه له قريبه هذا دعوة لزيارته في بريطانيا قبل عدة سنين، فلباها وشد رحاله متجها من بنجلاديش إلى بريطانيا، وهناك أعجبته الحياة كثيرا غير أن تأشيرته كسائح لم تكن لتسمح له بالبقاء لفترة طويلة في بريطانيا، وعندما تأمل في حياة عدد كبير من مواطنيه وأقاربه الذين يعيشون في بريطانيا ومتجنسين بجنسيتها خطرت له حينذاك فكرة الزواج بفتاة بريطانية ليتمكن من البقاء ببريطانيا، وبالفعل تزوج إحداهن، وعقب الزواج أصبح من حقه الحصول على تصريح بإقامة دائمة في بريطانيا، وبعد مرور ثلاث سنوات قدم طلبا للحصول على الجنسية البريطانية، وقد حصل عليها بالفعل.
وبدأ بعدها حياته العملية بالعمل كسائق، ثم تمكن من الحصول على قرض ليشتري به منزلا خاصا، ثم تعاقد مع إحدى شركات النقل وحصل على سيارة أجرة تنتهي أقساطها بالتمليك، وهي التي كان يعمل بها عندما قابلته، وخلال حديثنا التفت إلي ضاحكا وقائلا: لماذا تسألني؟ هل تريد مني السفر للعمل معك بالسعودية؟ فهززت رأسي نافيا وقلت له: كلا بالطبع يا صديقي، من الأفضل لك إكمال ما بدأته والاستمرار في تمضية بقية حياتك هنا، فلن تقدم لك أبدا أي دولة عربية ما قدمته لك بريطانيا هنا.
وصلنا المطار أخيرا وترجلت من السيارة محييا له ومودعا في ذات الوقت، مضيت أفكر كثيرا في التفاصيل التي سردها على مسامعي خلال فترة مكوثي القصيرة معه في سيارة الأجرة، قارنت بين ما قاله لي وبين ما صادفني كثيرا في حياتي من تشابهات محزنة لأصدقاء وزملاء لي لم تشفع لهم سنوات عملهم التي قضوها بالسعودية ولم يشفع لهم زواجهم من سعوديات في الحصول على الجنسية السعودية، بل لم تشفع لأبنائهم كذلك.
مضيت الوقت وأنا أفكر ترى أين مكمن الخطأ؟ هل في اللوائح والقوانين؟ أم في طريقة وكيفية تطبيقهما؟ أم في كليهما؟. لازال نظام الجنسية عندنا بحاجة إلى عملية تطوير ومراجعة دقيقة ومستمرة، فهناك فئات كثيرة تشعر بالغبن والظلم لعدم إنصافها، وهو ما يدعونا إلى النظر لهم من الناحية الإنسانية أولا وأخيرا.
إن منح الجنسية السعودية يساعد هذه الحالات على تخطي عقبات كثيرة متعلقة بالالتحاق بالمدارس والجامعات وفرص العمل، والأدهى والأمر قد تضطر الزوجة السعودية إلى الهجرة للخارج مع زوجها في حال عدم حصوله على فرصة عمل أو ما شابه ذلك، وفي المقابل فهم في وضع حرج ويصعب عليها تمضية حياتهم في مجتمع لا يحملون جنسيته ولا هويته، نتمنى من المسؤولين القيام بمراجعة هذا الملف الحيوي والحساس والذي يمس حياة عدد كبير من غير المتجنسين باهتمام كافٍ وسرعة مناسبة لتستقيم حياتهم وحتى لا يجدوا أنفسهم في مواقف لا يحسدون عليها، ولإنهاء مشكلاتهم ومعاناتهم التي يعانون منها في صمت ووسط تجاهل ليس له أي مبرر على الإطلاق.
بصراحه البرماوي احسن وضع من ابناء المواطنه زوجة الاجنبي طيب للماذا اللقيط يمنح الجنسيه للماذا وللماذا من دمهم وتربيتهم وللهجتهم وامهم من هذا البلد وتحب تراب البلد لماذا ابناء المواطنه يحرمون حق من حقوقهم نناشد محمد بن نايف حفظه الله بمنح الجنسيه للابناء المواطنه من سن المدرسه للاهميه من الناحيه النفسيه والاستقرار اسوة بالمواطن زوج الاجنبيه امركيه او بريطانيه اوحتى بنغاليه ابناءه لايتكلمون العربيه بطلاقه ومع هذا يحملون الجنسيه للماذا
نتشابه كثيراً مع هذا (البريطاني – البنقالي) لكن فقط في بداية معاناته لا في نهايتها ، فنحن مثله في حب هذا الكيان الذي يضم أطهر البقاع ، وطول الإقامة ، والزواج من مواطنة ، والحصول على أعلى الشهادات ، لكننا لم نلق اليد الحانية – حتى الآن – لترسم البسمة على الشفاه ، وتسدل الستار على المشهد الأخير من قصة هذه المعاناة.
معاملات الأعاجم صارت أفضل من العرب ,اكتسبوا الأخلاق الفطرية الحسن (الأخلاق الاسلامية) وهم غير مسلمون.
أما نحن , نفعل أفعالا قد برء الاسلام منا ونحن مسلمون.
في الغرف يتعاملون مع البشر بكل احترام ويطبقون الدين الإسلامي غير أنهم غير مسلمين