خالد السليمان
الحملة الصارمة لضبط لعمالة السائبة وغير النظامية كشفت عن أن المخالفات لم تقف عند العمال البسطاء وأصحاب المهن المتنقلة، بل تخطته إلى قطاعات أكثر أهمية ومهنية كالتعليم والصحة، رغم نفي الجوازات القيام بحملات على المنشآت التعليمية والصحية، ما يؤكد عمق الخلل الذي كنا نعيشه!
تخيلوا أن مدارس أهلية بأكملها أفاقت فجأة بدون مدرسين ومدرسات، ومستوصفات ومراكز صحية فتحت أبوابها بدون موظفين، ومؤسسات أصبحت بدون عاملين، فقد اختفى فجأة جيش من المقيمين الذين يعملون بشكل غير نظامي، إما لأن وضع أقامتهم لا يسمح لهم بالعمل كونهم مرافقين، أو لا يسمح لهم بالعمل لدى غير كفلائهم!
السؤال: كيف نجحت المدارس والمستوصفات في تشغيل هذا العدد الهائل من المخالفين لشروط الإقامة بدون محاسبة ولا مراقبة طيلة هذه السنوات؟! وكيف أهملت فرق تفتيش الجوازات والعمل والتربية والتعليم ذلك طيلة هذه المدة رغم حساسية العمل في مثل هذه المرافق ؟!
لا شك أن الحملة الأخيرة أربكت بعض قطاعات الأعمال ومست مصالح تجار الإقامات وعصابات التستر، وكان البعض يتمنى لو أنها تمت بعد منح مهلة لتسوية وتصحيح أوضاع هؤلاء المقيمين مع جهات عملهم وكفلائهم، لكن قولوا لي أي مهلة في السابق تم احترامها؟! ولماذا أصلا يحتاج أحد مهلة وهو الذي امتلك كل الوقت في السابق ليعمل ويوظف بشكل نظامي؟!
لقد سعى بعض أصحاب الأعمال لتوظيف المقيمين بشكل غير نظامي؛ لأن في ذلك تكلفة أقل ولا يترتب عليه أي التزامات بحقوق نهاية الخدمة أو مصاريف السفر والعلاج ورسوم الإقامات، فهم لم يخالفوا النظام وحسب، بل وبخسوا الناس حقوقهم، لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح!.
الجواب واضح , صاحب الخير من يبني المجد وينفع الأمم , وصاحب الفخر من يهدم المجد ويضر الأمم .
وصاحب المجد يكتسبه من همّ نفسه بها , وكذلك الأمر لصاحب الفخر.
وكلاهم بشر . وليس النظاميين والغير نظاميين .
ماذا سيحل للوطن ان قامت الوزراء بترحيل المفسدين وان كان أكثرهم أصحاب خير , ويبقى في أرضهم الخير وان كان أكثرهم أصحاب فخر مفسدة؟