صالح إبراهيم الطريقي
صديقي..
اليوم أصبحنا وكما تقول أرقام «صندوق الموارد البشرية بوزارة العمل» 8 آلاف من أبناء وبنات السعوديات من أب غير سعودي المسجلين في إعانة «حافز» أسوة بغيرنا من السعوديين، وربما ثمة أبناء وبنات سعوديات لم يقبلهم أو لم يسجلوا بـ«حافز» لأسبابهم الخاصة، ولكن دعنا نتفق وحسب الأرقام أننا 8 آلاف فقط لا غير، لا يفرق «حافز» بينهم وبين المواطن، ولا هي وزارة العمل تفرق في توظيفهم بالشركات، إذ تستثني الشركات التي توظفنا من قرار رفع تكلفة العمالة الوافدة، كما يحدث لكل مواطن ومواطنة.
قد يوحي لك هذا الأمر أننا «مواطنون»، وهذا ــ للأسف ــ اعتقاد خاطئ «يا صديقي»، فنحن لسنا كذلك، وما زلنا على الحد الفاصل لحدود الوطن، فـ«حافز» والوزارة وإن لم يفرقا بيننا وبين من هم من آباء سعوديين وأمهات سعوديات أو غير سعوديات، إلا أن الوزارة توضح الأمر لنا حتى لا نتوهم كما سيتوهم من يعتقد أن قبولنا بحافز واستثناء الشركات من رفع تكلفة العمالة الوافدة إن وظفنا، فهي تضعنا خارج الوطن تحت مسمى «وافد خاص»، ما الذي يعنيه هذا المصطلح؟
يخيل لي أنه يعني أن 8 آلاف المسجلين بلا أوطان، فلا هم مواطنون ولا هم وافدون، إنهم شيء آخر يمكن تسميته: «مواطن مؤجل».
صديقي..
قد يبدو لـ«حافز» ووزارة العمل وربما أنت معهما، أن مصطلح «وافد خاص» وبسبب المزايا التي تقدم لنا كمواطنين إلا قليلا، أفضل بكثير من مصطلح «وافد»، وهذا خطأ أيضا، أما لماذا؟
فبعد سنوات من غربة «وافد» وغربتي بصفتي «وافد خاص»، أن «وافد» باستطاعته أن يحمل حقبيته وأحلامه ونجاحاته وخيباته ويعود ليحتضنه وطنه، فيما أنا لا أستطيع أن أفعل مثله، ولن أعود لأي وطن.
أخيرا.. هل جربت يا صديقي أنت والقراء أن تتخيلوا ولو لمرة واحدة أنكم بلا وطن؟
التوقيع: وافد خاص