كتبتُ وغيري كثيرا في هذه القضية، وما تزال معاناة السعوديات المتزوجات من غير سعوديين قاسية وتمس كرامتهن كمواطنات وأمومتهن..
فهذه إحدى الطبيبات السعوديات متزوجة من غير سعودي ومحتارة في كيفية نقل كفالة بناتها، بعد أن تمت تصفية المؤسسة التي عمل زوجها على كفالة صاحبها، واستطاعت أن تنقل كفالة زوجها على أخيها! فيما بناتها لا تعرف على من تنقل كفالتهن، هل تنقلها على شخص غريب صاحب مؤسسة أم ستجدهن في “الترحيل” يوما لأنهن بلا إقامات، وإن نقلتها فما التسمية في بطاقة الإقامة؟ عاملة منزلية أم ماذا بالضبط؟
إنها متاهة تعاني منها الكثيرات من المواطنات المتزوجات من غير السعوديين، فلا يعرفن ماذا يفعلن، هل يتنازلن عن أمومتهن؟ أم عن مواطنتهن؟ هذه المأساة لطبيبة مواطنة تؤدي واجباتها في وطنها وغيرها كثيرات، ومع الأسف أمومتها لا ترتاح، لأنها لا تعرف ماذا يخبئ لبناتها الغد، خاصة أنه ليس من حقهن الحصول على الجنسية بل تستبدل ببطاقات لمعاملتهن معاملة السعوديات، إلا أن هذه البطاقة “بلا فائدة” فلا يتم التعامل معها في أغلب المؤسسات وخاصة التعليمية، ناهيكم عن معاناتهن أيضا مع أبنائهن الذكور.
وما أزال أتذكر إحدى الشابات؛ أمها مواطنة سعودية ووالدها عربي، توفي ومن بعد ذلك بدأت متاهتها مع نقل الكفالة لها ولأختها المعاقة للعثور على كفيل إنسان يخاف الله، فلا يستغلهن ماديا ويبتزهن! والمسكينة بعد معاناة استطاعت أن تكفلها أمها تحت مسمى مهنة “بنت”! نعم عاملة لدى أمها بمسمى “بنت” وكتبت عنها يوما هنا مقالا، وهناك مواطنات يكفلن أبناءهن وبناتهن تحت مسميات “حارس”، “عامل” “سواق” “خادمة” وإن كانوا بشهادات عليا!
إحدى الزميلات متزوجة من غير سعودي، تحكي لي معاناتها في السفر للخارج معه، فرغم أن اسم زوجها غير السعودي موجود في جوازها إلا أنه بسبب خطأ عملي في الجوازات لم يتم تسجيل اسمه في الحاسوب، ولهذا في كل مرة تسافر فيها معه برفقة أولادها يتم استيقافها في جوازات المطار! يسألونها عن تصريح موافقة ولي أمرها، فتخبرهم أنه معها وهو زوجها لكنه غير سعودي، فيقولون لها اسمه غير موجود في الجهاز، فتضطر أن تخرج صك زواجها الذي يتجاوز عمره أكثر من 12 سنة، لتثبت أنه زوجها! وكل هذا المشهد أمام أطفالها، وهو ما حصل معها مؤخرا قبل أسبوعين، وحين عادت من السفر جاءت تخبرني، أنها في جوازات مطار دبي عرفوا أن جوازات أطفالها ستنتهي بعد ثلاثة أشهر وقانونهم لا يسمح بإدخال مثل هذه الحالات، لكنهم حين عرفوا أنها سعودية، قدروا الوضع وتفهموا الموقف وسمحوا لهم بالدخول في دقائق معدودة.
الله يعين كلنا صابرين وننتظر الـ لاشيء